للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلم العمل، وثمرة العمل النجاة من النار والفوز بالحسنى.

والثميرة من اللبن ما تحلب من زبده تشبيهًا بالثمرة في هيئتها كتسميتهم عقدة طرف السوط ثمرة لذلك. وفي حديث ابن عباس: «فأخذ بثمرة لسانه» أي بطرفه، كما قيل في طرف السوط.

ث م م:

قال تعالى: {وإذا رأيت ثم رأيت} [الإنسان: ٢٠] ثم: ظرف مكان وهو اسم إشارة للمكان البعيد حسًا أو حكمًا كما إذا قصد به التعظيم، أي وإذا رأيت في ذلك المكان العالي، ولا ينصرف بل يلزم النصب على الظرفية وبمعناه هنا وهناك. وقوله: {مطاع ثم أمين} التكوير: ٢١] إشارةٌ إلى رتبة جبريل وما هي عليه من علوها وارتفاعها وأنه لها مطاعٌ فيما يأمر غيره من الملائكة، أمينٌ على ما يتحمل من الوحي إلى أنبياء الله تعالى.

قال الراغب: وثم إشارةٌ إلى المبتعد عن المكان، وهناك إلى المقترب، وهما ظرفان في الأصل. وقوله: {وإذا رأيت ثم} فهو في موضع المفعول. قلت: قوله: إشارةٌ إلى المبتعد ليس كما قال؛ إذا نصوا على أنه لا يشار به إلا للمكان. وهو قد جعل للمبتعد عن المكان. وقوله: إنه مفعولٌ ليس كذلك، لما قدمناه من أنه لا ينصرف. فأما إعراب الآية ففي الكتب المشار إليها غير ما مرةٍ.

ثم: حرف عطفٍ يقتضي التراخي. وزعم قومٌ أنها لا ترتب مستدلين بقوله: {ولقد

<<  <  ج: ص:  >  >>