والجبلة الأولين} [الشعراء: ١٤٨]، ومنه قوله تعالى:{ولقد أضل منكم جبلًا كثيرًا}[يس: ٦٢] أي خلقًا كثيرًا وجماعةً كثيفةً. وفي الحرف قراءاتٌ كثيرة متواترةٌ وشاذةٌ قد أتقنا جميعها والحمد لله في «العقد» و «الدر» وغيرهما.
وقولهم: جبله الله على كذا اشتقاقًا من لفظ الجبل، ومعناه أنه لا يتحول عن طبعه المطبوع عليه، ومنه:[من المتقارب]
٢٦٥٨ - يراد من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل
وفلانٌ جبلٌ في العلم والعقل فهذا مدحٌ. وفلانٌ جبلٌ، يقال لثقيل الروح. وأجبل فلانٌ: لمن خاب سعيه. وأصله في من يحفر حفيرة، فيبلغ حجرةٌ لا يعمل فيها المعول، فيقال: أجبل أي بلغ الجبل، وهو في معنى أكدي من قوله تعالى:{وأعطى قليلًا وأكدى}[النجم: ٣٤] أي بلغ الكدية.
وقوله:{وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب}[النمل: ٨٨]، لأن الأجرام الكثيفة كالجيوش الغزيرة، وإن كانت سائرة يحسبها رائيها أنها واقفةٌ. وقيل غير ذلك.
ج ب ن:
قوله تعالى:{وتله للجبين}[الصافات: ١٠٣] واحد الجبينين وهما جانبا الجبهة. وجبنته: ضربته على جبينه، نحو ركبته وكبدته. وأجبنته وجدته جبانًا أو