الأشياء. والجمل في الآية هو هذا الحيوان المعروف. وروي عن ابن عباسٍ أنه كان يقرأ "الجمل". والجمل: القلس وهو الحبل الغليظ الذي تجر به السفن. وكان يقول: الله أحسن تشبيهًا؛ بمعنى أن في ذلك مناسبة وهو: الجمل في خرم الإبرة. وقد حققنا هذا في "التفسير الكبير". ومثل التعليق بولوج الجمل قول النابغة:[من الوافر].
٣٠١ - فإنك سوف تعقل أو تناهى ... إذا ما شبت أو شاب الغراب
قيل: وسمي الجمل جملاً لأنه فيه جمالاً عند العرب، ولذلك أشار إليه بقوله:{ولكن فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون}[النحل: ٦]. والجمال: كثرة الحسن وهو نوعان؛ نوع يختص بالإنسان في نفسه أو فعله، ونوع يوصل منه إلى غيره، وعلى ذلك قوله:"إن الله جميل يحب الجمال" بين أن منه نقيض الخيرات، فيحب ما يختص بها.
ورجل جميل وجمال وجمال على التكثير. وجاملته: فعلت معه جميلاً. وأجملت في كذا: أحسنت فيه. واعتبر فيه معنى الكثرة فقيل لكل جماعةٍ غير منفصلةٍ جملة. ومنه قيل للحساب الذي لم يفصل، والكلام الذي لم يبين تفصيله مجمل.
والمجمل عند المتكلمين مالم تتضح دلالته. وقول بعض الفقهاء: المجمل ما يحتاج إلى بيانٍ ليس بحد له ولا تفسير. قال الراغب: وإنما هو ذكر أحد أحوال بعض الناس معه. والشيء يجب أن تبين صفته في نفسه التي بها يتميز.
وحقيقة المجمل: هو المشتمل على جملة أشياء كثيرة غير ملخصة. والجميل عند العرب: ما أذيب من الشحم، والحم: ما أذيب من الألية، والجمل: الإذابة؛ في الحديث:"لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها" أي أذابوها. قيل: ومنه الجمال وهو الحسن لأنه يكون من أكل الجميل.
وفي حديث عاصمٍ المنقري: "لقد أدركت أقوامًا يتخذون الليل جملاً؛ يشربون