أبو الإنس. وقوله:{أم يقولون به جنة}[المؤمنون: ٧٠] أي جنون لأنه يستر العقل. وقوله:{من الجنة والناس}[الناس: ٦] هم الجن. وكذلك {يجعلوا بينه وبين الجنة نسبًا}[الصافات: ١٥٨].
والمجنة والمجن: الترس لستر حامله. وقوله:{أجنة في بطون أمهاتكم}[النجم: ٣٢] جمع حنينٍ وهو ما في البطن لاستتاره في الرحم. وكذلك قال تعالى:{في ظلماتٍ ثلاثٍ}[الزمر: ٦] قيل: ظلمة الرحم، وظلمة البطن، وظلمة المشيمة.
والجنان: القلب لاستتاره بالصدر. وقوله:{اتخذوا أيمانهم جنة}[المجادلة: ١٦] أي جعلوها وقاية لهم كما يتقى بالترس، ومنه: أجنة الليل. وجنه أي ستره بظلمته، قال تعالى:{فلما جن عليه الليل}[الأنعام: ٧٦]. يقال: جنه وأجنه وجن عليه، فجنه: ستره، وأجنه، جعل له ما يجنه، كقولك: سقيته وأسقيته، وقبرته وأقبرته. وجن عليه: ستر عليه.
وقوله:{جنات}[الكهف: ١٠٧] قال ابن عباس: إنما خصها لأنها سبع: جنة الفردوس، وجنة عدنٍ، وجنة النعيم، ودار السلام، ودار الخلد، وجنة المأوى، وعليون. وسميت الجنة في الآخرة جنةً إما تشبيهًا بجنة الأرض وإن كان بينهما بون وإما لسترها عنا نعمها المشار إليها بقوله:{فلا تعلم نفس ما أخفي لهم}[السجدة: ١٧].
والجنين: الولد ما دام في البطن؛ فعيل بمعنى مفعول. والجنين: القبر فعيل بمعنى فاعلٍ. والجن يقال على وجهين؛ أحدهما للروحانيين المستترة عن الحواس كلها بإزاء الإنس، فعلى هذا يشمل الملائكة والشياطين؛ فكل ملكٍ جن، وليس كل جن ملكًا. قيل: الجن بعض الروحانيين، وذلك أن الروحانيين ثلاثة أجناسٍ: أخيار محض وهم الملائكة، وأشرار محض وهم الشياطين، وأوساط وهم الأخيار والأشرار. ويدل عليه قوله تعالى {قل أوحي إلي أنه استمع}[الجن: ١] إلى قوله: {وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون}[الجن: ١٤]، وعلى هذا فقوله: {فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا