إبليس} [الحجر: ٣٠ - ٣١] فإبليس استثناء منقطع لأنه من الجن، وقيل: متصل. وله موضع غير هذا.
ويقال: جن فلان، على صيغة ما لم يسم فاعله. ومعنى جن أصابه جن، أو أصيب جنانه وهو عقله، تعبيرًا عنه بالقلب. وقوله:{معلم مجنون}[الدخان: ١٤] أي عن تعلمه. والجان: أبو الجن كما تقدم. وقيل: نوع من الجن.
والجان أيضًا: الحيات الخفاف، هو عندي إنما سميت بذلك تشبيهًا بالجان لخفتها وسرعة انقلابها، وجمعها جنان، وفي حديث كشح زمزم قال العباس:"يا رسول الله إن فيها جنانًا كثيرةً". وفي آخر:"نهى عن قتل الجنان" التي تكون في البيت، وجمع فاعل على فعلان غريب. وقال ابن عرفة: الجان: الحية الصغيرة. وقد تقدم الجواب عن عصا موسى كيف وصفت تارةً بالثعبان؛ وهو العظيم من الحيات، وتارةً بالجان هو الصغير، وفي مادة "ث. ع. ب" وقد ذكره الهروي هنا.
ج ن ي:
قوله تعالى:{وجنى الجنتين دانٍ}[الرحمن: ٥٤]؛ المجتنى من ثمرهما قريب. فالجنى مصدر واقع موقع المفعول. وقيل: هو فعل بمعنى مفعول كالقبض والنقض. والجنى والجني: المجتنى، والتمر أو العسل، وأكثر ما يقال ذلك في الثمر إذا كان غضًا، كقوله:{رطبًا جنيًا}[مريم: ٢٥]. يقال: جنيت الثمرة واجتنيتها وأجنت الشجرة: أدرك ثمارها. وحقيقته: صارت ذات جنى. واستعير من ذلك: جنى على فلان: إذا أصابه بشر. وعن علي رضي الله عنه:[من الرجز].
٣٠٦ - هذا جناي وخياره فيه ... إذ كل جانٍ يده إلى فيه