للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقبحهما الثاني لأن صاحبه يجهل ويجهل أنه يجهل. وقد قسمه بعضهم إلى ثلاثة أقسام: الأول خلو النفس من العلم وهذا هو الأصل. ولذلك جعله بعض المتكلمين معنى مقتضيًا للأفعال الخارجة على النظام، كما جعل العلم معنى مقتضيًا للأفعال الخارجة من النظام. والثاني اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه. والثالث فعل الشيء خلاف ما حقه أن يفعل سواء اعتقده صحيحًا أو فاسدًا، كمن ترك الصلاة. وإذا أطلق الجهل فأكثر ما يراد به الذم، وقد لا يرد بهذا المعنى كقوله: {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف} [البقرة: ٢٧٣] يريد الجاهل بأحوالهم.

واستجهلت الريح الغضا أي استخفته فحركته، فكأن الجهل حقه العلك كالسفة.

والمجهل: الأرض التي لا مثار بها. قال: [من الطويل]

٣٠٨ - غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها ... تصل وعن قيض بزيزاء مجهل

والمجهل: أيضًا الأمر والخصلة الحاملة للإنسان على اعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه. وقد يطلق الجهل على مجازاته للمقابلة، كقوله: [من الوافر]

٣٠٩ - ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا

وفي الحديث: "أنه عليه الصلاة والسلام أخذ أحد ابنيه وقال: إنكم لتجهلون وتجبنون وتبخلون" يعني عليه الصلاة والسلام مثل قول العرب: الولد مجهلة مجبنة

<<  <  ج: ص:  >  >>