رجل أقعس. ثم يعبر بالحدب عن الشيء الشنع المستوحش، ومنه قيل لآلة الميت حدباء؛ قال كعب ابن زهير:[من البسيط]
٣٢٧ - كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ... يوماُ على آله حدباء محمول
أي شنعاء صعبةٍ.
وقال الراغب: يجوز أن يكون الحدب في الأصل حدب الظهر. يقال: حدب الرجل يحدب حدباً فهو أحدب. وناقةً حدباء تشبيها بذلك، ثم شبه به ما ارتفع من الأرض.
ح د ث:
الحدوث: كون الشيء بعد أن لم يكن، وإحداثًه: إيجاد وسواء كان المحدث جوهراً أو عرضاً، واختص الباري تعالى بإحداث الجواهر. ويقال لكل ما قرب عهده:
محدث فعلاً كان أو قولاً. ومن ثم قيل:{ما يأتيهم من ذكر ربهم محدث}
[الأنبياء] إنزاله وإيجاده وإلا فكلامه تعالى قديم. ومنه يسمى القرآن حديثاً؛ قال تعالى:{أفمن هذا الحديث تتعجبون}[النجم:٥٩]{أفبهذا الحديث أنتم مدهنون}[الواقعة:٨١]{الله نزل أحسن الحديث كتاباً}[الزمر:٢٣].
وقوله:{وإذا أسر النبي إلى بعض أزاوجه حديثاً}[التحريم:٣] رضي الله عنهن كما أوضحناه. وقوله:{حتى أحدث لك منه ذكرا}[الكهف:٧٠] أي أجداد، أي: لا تكن أنت البادئ بالسؤال عما تراه، بل اصبر حتى أكون أنا المبتدئ بذلك وبيان قوله:{وعلمتني من تأويل الأحاديث}[يوسف:١٠١] هو علم الرؤيا سماها أحاديث لأن أهلها يحدثون بها من يعبرها بهم. وقيل لما حدث به الإنسان في نومه.
وقوله:{فجعلناهم أحاديث}[سبأ:٩٠] أي أخبارا وسمراً يتحدثون بحديثهم