للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتعجبون من أخبارهم.

والأحاديث جمع أحدوثةٍ تقديراً، أو جمع حديثٍ على غير قياس نحو أباطيل وأقاطيع وأبابيل.

والحديث يقابل القديم. ومنه ثمر حدث للطريً وثمر قديمً. ويقولون: أخذه ما حدث وما قدم، بضم دال حدث لأجل دال قائم. فإذا أفردوا قالوا حدث بالفتح فقط.

والمحدث من يلقي في روعة شيء من جهة الملاٍ الأعلى، ومنه الحديث:"إن يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر"، ولذلك كان رضي الله ينطق بأشياء فينزل القرآن على وفقها، ورجل حدث وحديث السن أي صغير السن.

والحاثة: النازلة لطرائها، وجمعها حوادث، والحدثان بمعناها؛ قال: [من الوافر]

٣٢٨ - رمى الحدثان نسوة آل سعد ... بأمر قد سمدن له سمودا

فرد شعورهن السود بيضاً ... ورد وجوههن البيض سواد

ورجل حدوث: حسن الحديث. ورجل حدث نساء أي محادثهن. وقوله: {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى:١١] أي بلغ نعمته وهي القرآن وما يوحى إليك من السنة، أو ما أنعم به عليك إظهاراُ لنعمته وشكرانه. وهذا تعليم لنا، قيل: ولذلك يستحب للعالم أن يظهر العبادة ليتقدي به غيره لا للرياء. وقول الحسن:"حادثوا هذه القلوب بذكر الله" أي اجلوها كما يحادث السيف بالصقال. ومنه قول لبيد: [من الوافر]

٣٢٩ - كنصل السيف حودث بالصقال

<<  <  ج: ص:  >  >>