٣٥٤ - بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيضٌ، وأما جلدها فصليب
وبعيرٌ حاسرٌ لانحسار قواه أو لحمه. ويقال فيه: حاسرٌ اعتبارًا بأنه قد حسر بنفسه قواه، ومحسورًا باعتبار أن التعب قد حسره. وفي الحديث:«حسر أخي فرسًا له» ويقال: حسرت الدابة: أتعبت. وفي الحديث:«الحسير لا يعقر» يعني إذا تعبت الدابة وحسرت فلتركب ولا تعقر وفي حديث جابر: «فأخذت هذا فكسرته وحسرته» يعني غصنًا فكسرته وقشرته. وقولهم: حسرت الدابة أضنيتها بالتعب حتى كأنك جردتها من يدها وقواها.
وقوله:{ينقلب إليك البصر خاسئًا وهو حسيرٌ}[الملك: ٤] أي كليلٌ تعبان، وهو مجازٌ واستعارةٌ من الحيوان للحاسة، ثم يجوز أن يكون بمعنى حاسرٍ ومحسورٍ، بحسب المعنيين المتقدمين.
وقوله:{ولا يستحسرون}[الأنبياء: ١٩] أي لا يكلون ولا ينقطعون عن العبادة، ولذلك عقبه بقوله:{يسبحون الليل والنهار لا يفترون}[الأنبياء: ٢٠]، يقال: حسر واستحسر بمعنى إذا أعيا. وقيل: معناه لا يملون. وفي الحديث:«ادعوا الله ولا تستحسروا» أي لا تملوا، وهو عندي راجع إلى معنى الانقطاع والإعياء.
وقال الراغب: وقوله تعالى في وصف الملائكة: {ولا يستحسرون} قلت: لأن في استفعل دلالة الطلب حقيقةً أو مجازًا، فنفى ذلك عنهم، ولو نفى عنهم مجرد