٣٧ - ما المرءُ أَخْوَكَ إنْ لم تلفَه وَزِرًا ... عندَ الكريهةِ مِعْوانًا على النُّوبِ
ويُعربُ مقصورًا. ومنه:«مُكرهٌ أخاكَ لا بطلٌ» وقد تُشدَّدُ خاؤهُ، ويُجمع على إخوة وإخوان. ومؤنثُه أختٌ. والتاءُ فيه للعوض عن اللام المحذوفة كبنت، والنسبُ إليها أَخَويٌّ، كالنسبِ إلى مذكَّرها، وقالَ يونسُ: أختيٌّ على لفظها. ومثلُها في هذينِ القولينِ بنتٌ، فيقالُ: بِنويٌّ أو بِنْتيٌّ، ويجمعُ على أَخواتٍ.
والأخُ في الأصلِ مَن ولَده أبواكَ أو أحدُهُما. ويطلقُ أيضًا على الأخِ من الرِّضاع. ويُستعارُ الأخُ في كلِّ مشاركٍ لغيرهِ في القبيلةِ أو الصَّنعةِ أو الدِّين أو المعاملةِ أو المودَّة أو غيرِها من المناسبات. قال ابنُ عرفةَ: الأخوةُ إذا كانت في غير الولادةِ كانت للمشكلة والاجتماع في الفعل نحو: هذا الثوبُ أخو هذا. قولُه تعالى:{كانوا إخوانَ الشياطين}[الإسراء: ٢٧]، أي مُشاكلوهم. وقولُه:{كالذين كَفَروا وقالوا لإخوانِهم}[آل عمران: ١٥٦] أي لمن شارَكهُم في الكفرِ. وقولُه:{إخوانًا على سُرُر مُتَقابلينَ}[الحجر: ٤٧] تنبيهٌ على نفيِ المخالفةِ من بينهم. وقولُه:{وإلى عادٍ أخاهُم هُودًا}[الأعراف: ٦٥] ونحوهُ فيه تنبيهٌ على أنه بمنزلةِ الأخِ في الشفقةِ عليهم. وهذا أحسنُ من قولِ الهرويِّ لأنه وإياهم يُنسبون إلى أبٍ واحدٍ. وقولُه:{يا أُختَ هارونَ}[مريم: ٢٨] قيلَ: يا أختَه في الصلاح والعفَّةِ لرجلٍ كان اسمُه هارونَ موصوفًا بذلك؛