قوله تعالى:{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}[الحجر: ٩] أي نمنعه من التبديل والتغيير والنقص. وأصل الحفظ: المنع للشيءٍ بتفقده ورعايته، ومنه حفظ الدرس، وهو منع ما تدرسه أن يشذ عنك. والحفظ تارةً لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدي إليه التفهم وأخرى لضبط الشيء في النفس، ويضاده النسيان، وأخرى لاستعمال تلك القوة، فيقال: حفظت كذا حفظًا. ثم يستعمل في كل تفقدٍ وتعهدٍ ورعايةٍ.
قوله تعالى:{فما أرسلناك عليهم حفيظًا}[النساء: ٨٠] أي حافظًا يحفظ أعمالهم، كقولهم:{وما أنت عليهم بوكيلٍ}[الأنعام: ١٠٧]، {لست عليهم بمصيطرٍ}[الغاشية: ٢٢]، وقوله:{فالله خير حافظًا}[يوسف: ٦٤] أي حفظه أبلغ من حفظ غيره لعلمه بما بطن وظهر إشارة إلى قوله تعالى: {ما من دابةٍ إلا هو آخذ بناصيتها}[هو: ٥٦]. وقرى «حفظًا» نحو خير الحافظين، فحفيظًا: تمييز، وحافظًا: حال، وقيل غير ذلك كما حققناه في الكتب المشار إليها.
وقوله:{حافظات للغيب بما حفظ الله}[النساء: ٣٤] أي يحفظن غيبة أزواجهن فلا يوطئن فرشهن غيرهم، وذلك بسبب حفظ الله إياهن. وقرئ «الله» نصبًا على معنى: بسبب رعايتهن حق الله لا لرياءٍ وتصنعٍ منهن.
قوله:{والحافظين فروجهم}[الأحزاب: ٣٥] و {لفروجهم حافظون}