وأصل ذلك من حف القوم بالمكان: أي صاروا في حفته، والأحفة: الجوانب، الواحد حفاف. وحفاف الجبل: جانباه. وفي الحديث:«أظل الله مكان البيت بغمامةٍ فكانت حفاف البيت» فالمعنى: ترى الملائكة مطبقين بحفافية. قال الشاعر:[من الطويل]
٣٨٠ - له لحظات في حفافي سريره
وفي الحديث:«تحفة الملائكة بأجنحتها».
وفلان في حففٍ من العيش: أي ضيقٍ، تصور أنه حصل في جانبٍ منه لا في وسطه، عكس قولهم: هو في واسطة العيش. ومنه قوله:«من حفنا أو رفنا فليقتصد» أي من يحفف علينا، كذا فسره الراغب، وفسره الهروي: من مدحنا فلا يغلون، قال: والحفة: الكرامة التامة. وحفيف الجناح والشجر: صوتهما؛ فهي حكاية صوته. والحف: آلة النساج؛ سميت بذلك لما يسمع من حفيفها عند حركتها.
قوله:{وحففناهما بنخلٍ}[الكهف:٣٢] أي أطفناهما بنخلٍ فجعلناه مطفيًا بهما، وأحسن الجنان منظرًا ما كان كذلك. وفي الحديث:«حفوا الشوارب وأعفوا اللحى» هو من قولهم: حفت المرأة وجهها أي قشرته من الشعر. «وكان عمر أصلع له حفاف» أي شعر حول رأسه دون أعلاه. وفي الحديث «لم يشبع من طعامٍ إلا على حففٍ» أي ضيقٍ وفقر. وفي رواية أخرى «خففٍ» فالحفف أن يكون أكثر منه،