للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاله ابن عرفة. ومنه قوله: "إني أحمد إليكم غسل الأحليل" قال ابن شميلٍ: معناه أرضي لكم، فأقام إلي مقام اللام. وقيل: الحمد هو الشكر لقولهم: الحمد لله شكرًا.

وفي الحديث: "الحمد رأس الشكر، ما شكر الله عبدٌ لا يحمده"، قال الهروي: قال المشيخة من الصدر الأول: الشكر ثلاث منازل، شكر القلب، وهو الاعتقاد بأن الله تعالي ولي النعم علي الحقيقة. قال الله تعالي: {وما بكم من نعمةٍ فمن الله} [النحل: ٥٣]. وشكر اللسان، وهو إظهار النعمة باللسان مع الذكر الدائم لله عز وجل، قال الله تعالي: {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى: ١١]. وشكر العمل، وهو آداب النفس بالطاعة، قال تعالي: {اعملوا آل داود شكرًا} [سبأ: ١٣].

و {الحمد لله} [الفاتحة:١] وهو الحمد أي رأس الشكر، كما أن كلمة الإخلاص وهي: "لا إله إلا الله" رأس الإيمان. وقيل: الحمد: الثناء بالفضل، وهو أخص من المدح وأعم من الشكر، يقال فيما يكون من الإنسان باختياره، ومما يكون منه وفيه بالتسخير، فقد مدح بطول القامة، كما مدح ببذل المال. والحمد يكون في الثاني دون الأول، والشكر لا يقال إلا في مقابلة نعمةٍ، فكل شكرٍ حمدٌ، وليس كل حمدٍ شكرًا. وكل حمدٍ مدحٌ، وليس كل مدح حمدًا.

قوله: {إنه حميدٌ مجيدٌ} [هود: ٧٣] يجوز أن يكون بمعني فاعلٍ، وأن يكون بمعني مفعول، كما أنه يكون شاكرًا ومشكورًا، وذلك باعتبار رضاه عن خلقه. ومحمدٌ اسمٌ لنبينا صلي الله عليه وسلم لكثرة خصاله المحمودة، قال: [من الطويل]

٣٩٢ - إلي الماجد القرم الجواد المحمد

وأحمد: أفعل تفضيلٍ، وهو اسمٌ له أيضًا، وقد سمي غيره بمحمدٍ، ولكنهم

<<  <  ج: ص:  >  >>