للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشخاصٌ قليلةٌ. لما سمع بعض الجاهلية في أسفارهم إلي بلاد الروم أنه خرج نبي اسمه محمد سمي جماعةٌ منهم بنبيهم بذلك. وأما أحمد فلم ينقل أنه تسمي به أحدٌ غيره. ولذلك قال عيسي عليه السلام: {اسمه أحمد} [الصف: ٦] فبشر بالاسم الخاص. وقيل: إنما خص لفظ أحمد دون محمد تنبيهًا أنه كما وجد أحمد يوجد وهو محمودٌ في أقواله وأفعاله، وقيل: إنما خص بذلك تبيهًا أنه أحمد منه ومن الذين قبله.

وقوله: {محمد رسول الله} [الفتح: ٢٩] لمحمدٍ، وإن كان من وجه إعلاءٌ له ففيه تنبيهٌ علي وصفه بذلك وتخصيصه بمعناه كما مضي ذلك قوله: {إنا نبشرك بغلامٍ اسمه يحيي} [مريم: ٧] علي معني الحياة. وقوله: {نسبح بحمدك} [البقرة: ٣٠] أي متلبسين بحمدك. وقوله: "سبحانك اللهم وبحمدك" أي وبحمدك أبتدي كما في "بسم الله". وقوله: "أحمد إليك الله" قيل: أنهي حمده إليك. فمن ثم تعدي بإلي.

وقيل: بمعني معك الله، والأول أولي، وقد أتقنت هذه المسألة وكلام الناس فيها بما يعني عن التطويل هنا.

ح م ر:

قوله تعالي: {كأنهم حمرٌ مستنفرةٌ} [المدثر: ٥٠]. الحمر: جمع حمارٍ، ويجمع أيضٍا علي حميرٍ، قال تعالي: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها} [النحل: ٨٠] وفي القلة علي أحمرةٍ. والمراد بالحمر هنا حمر الوحش، وصفهم بعظم القوة.

وقوله تعالي: {كمثل الحمار يحمل أسفارًا} [الجمعة:٥] شبه أحبار اليهود في جهلهم وعدم انتفاعهم بعلمهم، بالحمار الحامل لأسفار الكتب الذي لا ينتفع بشيءٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>