للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نسمي المشفق حميمًا، تصورًا لحرارة مزاجه عند احتداده على أدنى شيء يصيب ذويه.

وحامة الرجل: خاصته، ولذلك قوبلت بالعامة في قولهم: العامة والحامة. ويقال لحامة الرجل حزانته، أي الذين يحزنون له. واحتم لفلانٍ: احتد له، وهو أبلغ من اهتم.

وأحم الشحم: أذابه، أي جعله كالحميم. وأحمت الحاجة: أي أهمت ولزمت، فهي محمة. ومنه الحديث: "إنا جئناك في غير محمةٍ"، وفي الحديث أيضًا: "عند حمة النهضات" أي شدتها.

وحم كل شيءٍ: معظمه، وفي خطبة مسلمة "أن أقل الناس في الدنيا همًا أقلهم فيها حمًا". قال سفيان: أي متعة، ومنه تحميم المتعة. يقال: حمم المرأة: أي متعها.

قوله: {وظل من يحمومٍ} [الواقعة:٤٣] هو يفعول، من معنى الحميم، وهو الحار. وقيل: هو دخان جهنم لشدة سواده. وتسميته بذلك إما لما فيه من فرط الحرارة كما فسره في قوله: {لا باردٍ ولا كريمٍ} [الواقعة: ٤٤] أو لما تصور فيه من الحممة، وهي الشديدة السواد مما حرق من الحطب وهو الفحم، الواحدة حممة، كما أن واحد الفحم فحمة، وإلى هذا المعنى أشار بقوله عنهم: {من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} [الزمر: ١٦].

والموت: الحمام لأنه من حم الأمر: أي قدر. والحمى سميت بذلك لما فيها من الحرارة المفرطة، وعلى ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "الحمى من فيح جهنم"، وإما لما يعرض فيها من الحميم: أي العرق، وإما لكونها من أمارات الحمام لقولهم: "الحمى بريد الموت". وحمم الفرخ: أسود جلده من الريش. وحمم وجهه: أسود شعره. وأما حمحمة الفرس فحكاية صوتٍ، وليس من الأول في شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>