للذنب، وهو هنا الكفر لأنه أعظم الآثام والذنوب. واليمين الغموس: هي الحنث. وحنث في يمينه: أي لم يف بها. وبلغ الحنث عبارة عن البلوغ، لأنه يؤاخذ الإنسان بالحنث عند بلوغه. وعبر عن التعبد بالتحنث، ومنه:"كان يتحنث بغار حراء" وأصله أن يتباعد من الإثم والذنب، نحو تحرج: أي جانب الحرج، فقيل: الحنث العظيم: اليمين الفاجرة.
وقوله:"من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث" أي لم يصلوا إلى حد يؤاخذون فيه بالحنث، وقد تقدم. وقال بعض أهل اللغة: الحنث في الأصل: العدل الثقيل، فعبر به عن الحنث تصويرًا لثقل الذنب.
ح ن ج:
قال تعالى:{وبلغت القلوب الحناجر}[الأحزاب: ١٠] جمع حنجرة، وهي رأس الغلصمة من خارجٍ. وذلك كناية عن شدة الخوف؛ فإن الخائف إذا تزايد خوفه تصاعدت أمعاؤه وقلبه إلى أن تكاد تبلغ حلقومه. ويقال: انتفخ منخره أيضًا بهذا المعنى.
ح ن ذ:
قوله تعالى:{بعجلٍ حنيذ}[هود: ٦٩] أي محنوذٍ، بمعنى مشوي بالرضف، وهي الحجارة المحماة يشوى عليها اللحم. وقيل: هو الشيء بين حجرين وذلك لتسيل عنه اللزوجة. وهو من حنذت الفرس أحنذه، إذا استحضرته شوطًا أو شوطين ثم ظاهرت عليه الجلال ليعرق. وحنذته الشمس، ولما كان متصورًا منه قلة الماء قيل: إذا سقيت الخمر فأحنذ، أي قلل فيها الماء. والحنيذ بمعنى محنوذٍ كجريجٍ، وفي الحديث:"أتي بضب محنوذٍ".