قوله تعالى:{حنيفًا}[البقرة: ١٣٥] قال ابن عرفة: قد قيل: إن الحنف الاستقامة، وإنما قيل لمتمايل الرجل: أخف تفاؤلًا بالاستقامة. قال الأزهري: معنى الحنيفة في الإسلام: الميل إليه والثبات على عقيدةٍ.
والحنف: إقبال إحدى القدمين على الأخرى؛ فالحنيف: الصحيح الميل إلى الإسلام، الثابت عليه. وقال أبو عبيدٍ: الحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم.
وقال الراغب: الحنف: الميل عن الضلال إلى الاستقامة، وعن الاستقامة إلى الضلال. والحنيف: المائل إلى ذلك. قال تعالى:{أمة قانتًا لله حنيفًا}[النحل: ١٢٠]، وجمعه حنفاء. وتحنف فلان: تحرى طريقة الاستقامة. وكل من اختتن أو حج سمته العرب حنيفًا تنبيهًا أنه على ملة إبراهيم. فالحنف عنده مجرد الميل، إلا أنه غلب في الميل إلى الإسلام وإلى طريق الخير، وإلا فسد ما قاله.
ح ن ك:
قوله تعالى:{لأحتنكن ذريته}[الإسراء: ٦٢] عبارة عن تمكنه منهم بالوسوسة تمكن قائد الدابة الواضع اللجام في حنكها لتطيعه حيث يقودها. يقال: حنكت الدابة باللجام والرسن، نحو لألجمنه، ولأرسننه، أي لأضعن في حنكه اللجام والرسن. وقيل: هو من قولهم: احتنك الجراد الأرض: إذا استولى عليها بحنكه فاستأصلها أكلًا. فالمعنى: لأستولين عليهم استيلاء الجراد على الأرض.
وحنكه الدهر: ابتلاه ببلايا جرب فيها غيره، كأنه أخذه بحنكه، كله بمعنى: هو ذو تجارب، ومجازه ما تقدم.
وقال الأزهري: احتنك البعير الصليانة أي اقتلعها من أصلها. وحنكت الصبي وحنكته مخففًا ومثقلًا إذا مضغت نمرًا ونحوه ودلكت به حنكه. ويقال: هو أسود من