قوله تعالى:{وحنانًا من لدنا}[مريم: ١٣] أي تحننا ورحمة، وفي حديث ورقة:"أنه كان يمر ببلالٍ وهو يعذب فيقول: لئن قتلتموه لأتخذنه حنانًا" أي لأترحمن عليه، وقيل: لأتمسح نه لبركته. والحنان: البركة والرزق. وحنانيك أي تحننًا بعد تحننٍ، نحو: لبيك وسعديك، لا يرد بهذه شفع الواحد.
والحنان: بالتشديد، من صفات الباري تعالى، بمعنى الرحيم. وحننت إليه: أي ملت ميلًا شديدًا، قال:[من الطويل].
٣٩٥ - حننت إلى ريا ونفسك باعدت ... مزارك من ريا وشعباكما معًا
وأصل الحنين النزاع المتضمن للإشفاق. ومنه حنين الناقة والمرأة لولدها. وقد يكون مع ذلك صوت، ولذلك يعبر بالحنين عن الصوت الدال على النزاع والشفقة، أو متصورًا بصورته. قال الراغب: وعلى ذلك: حنين الجذع. قلت: حنين الجذع الذي كان يخطب عليه الصلاة والسلام حنينه حقيقة حتى كان للمسجد ضجة.
وقوس حنانة. وقيل: ما له حانة ولا آنة أي لا ناقة ولا شاة سمينة؛ وصفتا بذلك اعتبارًا لصوتيهما. قيل: ولما كان الحنين متضمنًا للإشفاق، والإشفاق لا ينفك عن الرحمة، عبر به عن الرحمة، كقوله:{وحنانًا من لدنا}.