للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ح ي و:

قوله تعالى: {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} [العنكبوت: ٦٤] الحيوان في الأصل: مقر الحياة، ثم يقال باعتبارين: أحدهما ما له حاسة كالحيوانات الحساسة، والثاني ما له بقاء سرمدي، وهو ما وصفت به الآخرة في قوله: {لهي الحيوان}، ونبه بحرفي التأكيد بأن الحيوان الحقيقي السرمدي الذي لا يفنى، لا ما يبقى مدة ثم يفنى.

وقيل: الحيوان ما فيه حياة، والموتان ما ليس فيه حياة. وقيل: الحيوان والحياة بمعنى واحدٍ، وهذا التفات إلى أن أصله حييان- بيائين- من حيي يحيا، فأبدلت الأخيرة واوًا، وقد أتقنًا هذا في فير هذا الموضع. وقيل: الحيوان: يقع على كل شيءٍ حي، ومعناه من صار إلى الآخرة أفلح ببقاء الأبد.

وحيوان: عين في الجنة.

ح ي ي:

قوله تعالى: {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} [آل عمران: ١٨٥] سماها دنيا باعتبار الحياة في الدار الآخرة؛ فإنها عليا لأن هذه تنقطع وتيك لا تنقطع.

والحياة: ضد الموت، فكما يستعمل حقيقةً ومجازًا نحو: مات الإنسان وماتت الأرض. كذلك الحياة، نحو: أحيا الله فلانًا، وأحيا الأرض بعد موتها. ثم الحياة تستعمل على أضرب؛ الأول: للقوة النامية الموجودة في البنات والحيوان، قال تعالى: {وجعلنا من الماء كل شيء حي} [الأنبياء: ٣٠]، الثاني: القوة الحساسة، وبه سمي الحيوان حيوانًا، قال تعالى: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} [فاطر:٢٢]، {إن الذي أحياها لمحيي الموتى} [فصلت: ٢٩] إشارة إلى القوة الحساسة. الثالث: للقوة الفاعلة العاقلة، قال تعالى: {أومن كان ميتًا فأحييناه} [الأنعام: ١٢٢]، وقال الشاعر: [من الوافر].

<<  <  ج: ص:  >  >>