٤١٢ - لقد أسمعت لو ناديت حيًا ... ولكن لا حياة لمن تنادي.
والرابع: عبارة عن ارتفاع الغم، وإليه أشار من قال:[من الخفيف].
٤١٣ - ليس من مات فاستراح بميتٍ ... إنما الميت ميت الأحياء.
إنما الميت من يعيش كئيبًا ... كاسفًا باله قليل الرجاء.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:[من الوافر]
٤١٤ - فلو أنا إذا متنا تركنا ... لكان الموت راحة كل حي.
ولكنا إذا متنا بعثنا ... ونسأل بعده عن كل شيء.
ومنه قول تعالى:{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون}[آل عمران: ١٦٩] أي يتلذذون لما روي في الأخبار الكثيرة في أرواح الشهداء.
والخامس: الأخروية الأبدية، وذلك يتوصل إليها بالحياة التي هي العقل والعلم. وقوله:{يا ليتني قدمت لحياتي}[الفجر: ٢٤] يعني به الحياة الأخروية الدائمة.
السادس: الحياة الموصوف بها الله عز وجل، فإذا قيل:"الله حي" معناه أنه الذي لا يصح عليه الموت، ولا يتصف بذلك أحد سواه.
قوله:{ولتجدنهم أحرص الناس على حياةٍ}[البقرة: ٩٦] يريد الحياة الفانية، ونكرها إيدانًا بقلتها، أي على أدنى ما تصدق عليه حياة، لقوله:{وإذا لا تمتعون إلا قليلًا}[الأحزاب: ١٦]. يحكى أن بعض الأعراب مر بجدارٍ مائل فتلي عليه:{قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل، وإذًا لا تمتعون إلا قليلًا} فقال: ذلك القليل