قوله:{بغلام اسمه يحيى}[مريم:٧] نبه بذلك أنه سماه به، أي لم تمته الذنوب كما أماتت غيره كثيرًا من بني آدم، لا أنه كان يعرف بذلك فقط فإن هذا قليل الفائدة، قاله الراغب.
قوله:{يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي}[الروم: ١٩] قيل: يخرج الإنسان من النطفة والنطفة من الإنسان، والبيضة من الدجاجة والدجاجة من البيضة. وقيل: يخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن. قوله:{وإذا حييتم بتحية}[النساء: ٨٦] الآية، التحية في الأصل مصدر حيًا يحيى أي دعا له بالحياة، وأصله الخير، فصار دعاء، فمعنى حياه الله: أي حصل له حياة، ثم جعلت التحية عبارة عن مطلق الدعاء وإن لم يكن لفظ الحياة. وغلبت التحية على سلام الناس عضهم على بعض. والتحيات في الصلاة من ذلك عن بعضهم كأنه قيل: التحيات الحقيقية لله تعالى وحده. وقيل: التحيات: الملك، ومنه حياه الله، أي ملكه. وقيل: معناه أبقاه الله. وإذا قيل: حياك الله، فمعناه أبقاك الله. وقيل: حياه بمعنى أحياه، وفعل وأفعل يتواردان؛ وقد قرئ {ووصى}[البقرة:١٣٢]، "وأوصى"، و {أنزل}[البقرة:٢٢] و"نزل". وقال تعالى:{فمهل الكافرين أمهلهم}[الطارق: ١٧]. وقيل: التحيات هي التحية بمعنى السلام، والمعنى: السلام على الله، إلا أنه خص بهذا اللفظ دون قوله: السلام علينا وعلى عباد الله.
قوله:{ويستحيون نساءكم}[البقرة: ٤٩] أي يستبقوهن في قيد الحياة، أي يطلبون بقاءهن لمقابلته بقوله:{يذبحون}[البقرة: ٤٩]، وكانوا يذبحون ذكران الإسرائيليين ويبقون آباءهم خدمًا لشيء رآه فرعون وقالت به الكهنة والمنجمون.