قال الراغب: الخشوع: الضراعة، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد من الجوارح.! والضراعة أكثر ما تستعمل في القلب. ولذلكقيل فيما روي:«إذا ضرع القلب خشعت الجوارح». قلت:«وقد رأى عليه الصلاة والسلام رجلًا بعبث في صلاته فقال: لو خشع قلب هذاخشعت جوارحه». قوله:{ترى الأرض خاشعة}[فصلت:٣٩] استعارة شبهها حين محلها بالدليل الساكن. ثم قال:{فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وريت}[الحج:٥] وقال الراغب: تنبيهًا على تزعزعها {إذا رجت الأرض}[الواقعة:٤] و {إذا زلزلت الأرض}[الزلزلة:١] ولا معنى لهذا هنا.
وفي الحديث:«كانت الكعبة خشعةً فدحيت الأرض من تحتها». هي الجاثمة واللاطئة بالأرض. وأنشدوا لأبي زبيد:[من الخفيف]
قوله تعالى:{يخشون الناس}[النساء:٧٧]. الخشية: أشد الخوف. وقيل: خوف يشوبه تعظيم المخوف منه وأكثر ما يكون ذلك عن علم ما يخشى منه، ولذلك خص به العلماء في قوله:{إنما يخشى الله من عباده العلماء}[فاطر:٢٨]، وقوله:{وليخش الذين}[النساء:٩] أي استشعروا خوفًا عن معرفةٍ. قوله:{ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ}[الإسراء:٣١] أي لا تقتلوهم معتقدين لمخافة أن يلحقهم