للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خ ف ض:

قوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} [الإسراء: ٢٤] أي ألن لهما جناحك ومقالك. والخفض ضد الرفع. والخفض: اللين في السير. والخفض: الدعة. ومنه: خفض العيش.

والخفض الصناعي ضد الرفع الصناعيٍّ وضمه لأنه كسرٌ أو جرٌّ على اصطلاحهم. وقوله: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} [الشعراء: ٢١٥]، كقوله: {بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ} [التوبة: ١٢٨]، وقوله: {خافضةٌ رافعةٌ} [الواقعة: ٣] أي تخفض قومًا إلى النار وترفع آخرين إلى الجنة، وهذا حال يوم القيامة. وكأنه أشار إلى قوله: {ثم رددناه أسفل سافلين [التين: ٥] عند بعضهم وليس ذلك. والخفض أيضًا الختان. والخاتن: خافضٌ. وفي الحديث: «إذا خفضت فأشمي» أي بقي بقيةً لطيفةً.

خ ف ف:

قوله تعالى: {حملًا خفيفًا} [الكهف: ١٨٩]. الخفيف بإزائه الثقيل. وقد تقدمت أقسام الثقيل والخفيف؛ يقال تارةً باعتبار التضايف فيقال: درهمٌ خفيفٌ وآخر ثقيلٌ، وتارةً باعتبار تضايف الزمان نحو: فرسٌ خفيفٌ وآخرٌ ثقيلٌ إذا كان عدو أحدهما أكثر من الآخر في زمانٍ واحدٍ، وتارةً باعتبار ما يستخفه الناس. وثقيلٌ فيما يستوجبه. فالخفة هنا مدحٌ والثقل ذمٌ. ومنه قوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم} [الأنفال: ٦٦]، ويقرب منه: {حملت حملًا خفيفًا}. وتارةً خفيفٌ لمن فيه طيشٌ، وثقيلٌ لمن فيه رزانةٌ، وعليه قوله: {فمن ثقلت موازينه} [الأعراف: ٨] {ومن خفت موازينه}

<<  <  ج: ص:  >  >>