للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأعراف: ٩]. فينعكس الحال فيكون الثقل مدحًا والخفة ذمًا. وتارةً خفيفًا باعتبار الجسم الذي يرجح إلى الأعلى كالهوادء والنار. وثقيلٌ باعتبار الجسم الذي يرجح إلى الأسفل كالماء والتراب، وتستعار الخفة والثقل لفصاحة النطق وعيه، ويوصف بهما اللسان فيقال: كلامه خفيفٌ أو ثقيلٌ، ولسانه خفيفٌ أو ثقيلٌ. والخفة هنا مدحٌ والثقل ذمٌ؛ يقال: خف يخف خفًا وخفةً، وخففته تخفيفًا، وتخفف تخففًا، واستخفه كأنه سأله الخفة. ومنه قوله تعالى: {فاستخف قومه فأطاعوه} [الزخرف: ٥٤] أي سألهم الخفة وحملهم عليها فخفوا، أو فاستخفهم ولم يعبأ بشأنهم فيما أمرهم، لذلك لم يألوا عن طواعيته مع ادعائه لأعظم الأشياء.

وقوله: {ولا يستخفنك} [الروم: ٦٠] أي ولا يحملنك على الخفة بأن يزيلوك عن اعتقادك بما يقولون إليك من الشبه والنهي وإن كان للذين لا يوقنون. فالمعنى النهي له عن تعاطي أسبابه، وهو تعليم لأمته صلى الله تعالى عليه وسلم في الحقيقة, واستخفه وأخفه الطرب بمعنى حمله الطرب على الخفة. قوله: {تستخفونها يوم ظعنكم} [النمل: ٨٠] أي يخف عليكم حملها. والمعنى تقصدون بذلك خفها. وقولهم: خفوا أي ارتحلوا عن منازلهم بخفةٍ. وعليه قول الشاعر: [من مجزوء الرمل]

٤٥٣ - علموني كيف أبكيـ ... ـهم إذا خف القطين

والخف: الملبوس، سمي بذلك لخفته لكونه من جلدٍ وبه شبه خف البعير وخف النعامة ونحو ذلك. وهو في البهائم يقابل الخف. يقال: ذات الخف والافر. وفي الحديث: «إلا في خفٍ أو نصلٍ أو حافرٍ».

خ ف ي:

قوله تعالى: {فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعينٍ} [السجدة: ١٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>