للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٧٨ - أبني كليبٍ إن عمي اللذا ... قتلا الملوك وفككا الأغلالا

وقيل: الذي بمنزلة حرفٍ مصدري أي كخوضهم وليس بصحيحٍ وقد أتقنا ذلك في غير هذا.

خ وف:

قوله تعالى: {وآمنهم من خوف} [قريش: ٤]. الخوف: توقع المكروه، ويعبر عنه بالجزع. وقيل: هو توقع المكروه لأمارةٍ مظنونةٍ أو معلومة، كما أن الطمع والرجاء توقع المحبوب لأمارةٍ مطنونةٍ أو معلومةٍ. ويقابله الأمن لما فيه من الطمأنينة. والخوف فيه قلقٌ واضطرابٌ. والخوف يكون في الأمور النيوية والأخروية. وخوف الله تعالى لا يراد به ما تعارفه الناس من الرعب كاستشعار الخوف من الأسد، إنما المراد به الانزجار عن المعاصي وتحري الطاعات وعملها. ولهذا قال بعض العلماء: لا يعد خائفًا من لم يكن للذنوب تاركًا.

وقوله: {ذلك يخوف الله به عباده} [الزمر: ١٦] فتخويفه إياهم: حثهم على التحرز من معاصيه. قوله: {وإن خفتم شقاق بينهما} [النساء: ٣٥] فسر بمعنى عرفتم.

وحقيقته: إن وقع لكم خوفٌ لمعرفتكم. قوله: {إنما ذلكن الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون} [آل عمران: ١٧٥]. فتخويف الشيطان أولياءه -وهم أتباعه -فيما يأمرهم به أن يجعلهم خائفين عاقبة ما يسول لهم فيه، كتخويفه إياهم الإملاق، فيأمرهم بقتل الأولاد مثلاً. ونهي الله تعالى عن مخافة أوليائه عبارةٌ عن أمرهم بائتمار ما أمر الله والنهي عما أمرهم به الشيطان، فكأنه قال: لا تاتمروا للشيطان وآئتمروا لله تعالى.

قوله: {وإني خفت الموالي} [مريم: ٥] كأن خوفه منهم لعدم مراعاتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>