فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير. وقال:"الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة".
قوله:{لا يسأم الإنسان من دعاء الخير}[فصلت: ٤٩]. قيل: المال. قوله:{عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجًا خيرًا منكن}[التحريم: ٥]. قال ابن عرفة: لم يكن في زمانهن خيرًا منهن. وقيل: معناه إذا أغضبن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان غيرهن خيرًا منهن، بل والعياذ بالله يكن شر الناس أجمعين.
قوله:{نأت بخير منها}[البقرة: ١٠٦] بمعنى إما بتخفيف ما كان ثقيلاً كثبات الواحد للإثنين بعد أن كان الثبات لعشرةٍ. وإما بكثرة ثوابه وإن كان أثقل، كصوم رمضان. وقد كان ثلاثة من كل شهرٍ أو يوم عاشوراء.
قوله:{أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}[الأحزاب: ٣٦] أي الاختيار. قوله:{فإن خير الزاد التقوى}[البقرة: ١٩٧] هذا بمعنى التفضيل كقوله: زيد أفضل الناس. ويجوز أن يكون الخير من بين جنس الزاد. قوله:{ولقد اخترناهم على علمٍ}[الدخان: ٣٢]. الاختيار: الاصطفاء. يقال: اخترت هذا، ويجوز أن يكون ذلك إشارة إلى اتخاذه إياهم خيرًا، وأن يكون إشارةً إلى اختيارهم على غيرهم، واصطفائهم من بينهم كما تقدم وهو الأظهر. والاختيار في عرف الفقهاء والمتكلمين هو ضد الإكراه. والمختار هو ضد المكروه. والمختار مشترك بين الفاعل والمفعول فيقال: زيد مختار لغيره، أي اختار غيره، أو هو اختيار غيره. وقيل: المختار في عرف المتكلمين يقال لكل فعلٍ يفعله الإنسان لا على سبيل الإكراه. فقولهم: هو مختار لكذا. يريدون به مايراد بقولهم: فلان له اختيار؛ فإن الاختيار أخذ ما يراه الخير.