للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخير يقابل بالشر تارةً، وهو الغالب، وبالضر أخرى. قال تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخيرٍ} [الأنعام: ١٧]. فالخير هنا: العافية والنفع بالصحة لاستعمال بدنه في عبادة ربه التي هي أم الخيور كلها. والاستخارة من العبد لربه: طلب ما عنده من الخير. وقوله: استخار الله مجازًا له من ذلك، أي ما ولاه خير ما سأله.

والخيرة: الهيئة التي تحصل للمستخير والمختار، نحو القعدة والجلسة للقاعد والجالس. والاختيار: طلب ما هو خير فعله. وقد يقال لما يراه الإنسان خيرًا وإن لم يكن خيرًا. وخايرت فلانًا في كذا فخرته.

وقوله: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرًا} [النور: ٣٣] أي قوةً واكتسابًا للمال وحسن دينٍ. وقيل: إن علمتم أن ذلك يعود عليكم وعليهم بجريان القدر وأحلى النجوم، ويحصل فك رقابهم، فيحصل لكم ثواب العتق، لأن الكتابة مستحبة لأمينٍ قوي على الكسب، لأنه ربما يكاتب عاجزًا، فإذا عتق ضاع لعجزه عن نفقته على نفسه، ولأنه إذا كاتبه وهو غير كسوبٍ ربما يوهب له مال فيؤديه في كتابته فيعتق، فيصير ضائعًا، فهذا لا تستحب كتابته بل تكره.

وخيار الشيء جيده. وفي الحديث: "وأعطه جملاً خيارًا رباعيًا" ويستوي فيه المذكر والمؤنث؛ يقال: جمل خيار وناقة خيار. وتخاير الرجلان إذا طلب كل منهما أن يغلب الآخر في خير ما فعلاه. وتخاير صبيان إلى الحسن بن علي في خط كتباه فقال له: "احذر يابني؛ فإن الله سائلك عن هذا" وهذا شأن مثل أمير المؤمنين في هذا القدر فكيف في غيره؟ ولا غرو من باب مدينة العلم أن يصدر عنه مثل هذا التأديب.

خ ي ط:

قوله تعالى: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} [البقرة: ١٨٧] الخيط الأبيض: المراد به بياض النهار، والخيط الأسود: المراد به سواد الليل. وهذا من أبلغ

<<  <  ج: ص:  >  >>