للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستعارات حيث شبه ضوء النهار وظلام الليل لامتدادهما بخطين ممتدين هذه صفتهما. وقيل: بل فهموا أولاً حقيقة الخيطين. فكانوا يأكلون ويشربون في الليل، ويجعلون عندهم خيطين أسود وأبيض، إلى أن يبان هذا من هذا. وعن عدي بن حاتمٍ: "عمدت إلى عقالين أسود وأبيض". ولما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "إنك لعريض الوساد"، يعني بذلك بعد فهمه لهذه الاستعارة. وما أحسن هذه الكناية منه عليه الصلاة والسلام عن عبارته، حيث عرض وساده. وأين هذا من قولهم في مثله: "عريض القفا"؟ قال الشاعر: [من الطويل].

٤٨٣ - عريض القفا ميزانه في شماله ... قد انحص من حسب القراريط شاربه

ويقال: إنه لم يزل الأمر كذلك حتى نزل قوله: {من الفجر}. ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لعدي ما قال قال له: "إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل".

ويجمع خيط على خيوطٍ. وقوله: {حتى يلج الجمل في سم الخياط} [الأعراف: ٤٠] هو الإبرة. يقال: خياط ومخيط نحو: إزار ومئزر، وخلاب ومخلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>