والخياط أيضًا: الخيط نفسه. وفي الحديث:"أدوا الخياط والمخيط"، أي الخيط والإبرة، وهذا من أمثلتهم في الأشياء المستبعدة، والمتعذرة، نحو: لا أفعال كذا حتى يبيض القار، ويشيب الغراب. وإلا فمعلوم أن الجمل لا يتصور ولوجه في خرم الإبر. وقد تقدم أن ابن عباسٍ كان يقول: إنه القلس وهو الحبل الغليظ في مادة ج م ل.
قوله تعالى:{والخيل}[النحل: ٨]، اسم جمعٍ واحده فرس. وفرسٌ يقع للذكر والأنثى. فالذكر حصان والأنثى رملة وحجر. وهو نظير الناس؛ فإنه اسم جمع ومفرده إنسان، وإنسان يقع للذكر والأنثى. ونظير الإبل؛ فإنه اسم جمعٍ واحده بعير، وبعير عند الجمهور يقع للناقة والجمل. وقيل: الخيل في الأصل اسم للأفراس والفرسان جميعًا. قال تعالى:{ومن رباط الخيل}[الأنفال: ٦٠]. ويستعمل في كل واحدٍ منهما منفردًا نحو:"ياخيل الله اركبي". فهذا للفرسان. وقوله عليه السلام:"عفوت لكم عن صدقة الخيل" بمعنى الأفراس. قلت: أما يا خيل الله اركبي فهو من اختصار الكلام، وذلك على حذف مضافٍ تقديره: ياركاب خيل الله. ونظره الهروي بقوله عليه الصلاة والسلام:"لا يفضض الله فاك" أي لا يسقط أسنانك. فعبر عنها بالفم اختصارًا.
وأصل الخيل من لفظ الخيلاء، وهي التكبر والعجب لما قيل: إنه لا يركب أحد