للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخيل إلا حصل له في نفسه خيلاء ونخوة. قال هذا القائل والخيل في الأصل اسم للأفراس والفرسان جميعًا. وفي الحقيقة فالخيلاء إنما حصلت للراكب، ولكن المركوب سبب فيها، فلذلك سمي بها.

قوله: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} [الإسراء: ٦٤]. قيل: هذا استعارة وتخييل لغلبة وسوسته للناس وكثرة طواعيتهم له فيما يأمرهم به، فهو بمنزلة رجلٍ أجلب على قومٍ فقهرهم وأسرهم. وقيل: كل خيلٍ تسعى في معصية الله، وكل ماشٍ في معصية الله فهو من خيله ورجله.

وأصل الخيال: الصورة المجردة كالصورة المتصورة في المنام، أو في المرآة أو في القلب بعيد غيبوبة المرئي. ثم تستعمل في صورة كل متصورٍ في كل شخصٍ دقيقٍ يجري مجرى الخيال. والتخييل: تصور خيال الشيء في النفس. والتخيل: تصور ذلك. وخلت بمعنى ظننت، يقال اعتبارًا بتصور خيال المظنون.

ويقال: خيلت السماء: أبدت خيالاً للمطر. وفلان مخيل بكذا أي حقيق. وحقيقته أنه مظهر خيال ذلك. والخيلاء: التكبر من تخيل فضيلةٍ يراها الإنسان من نفسه. ومنه اشتق لفظ الخيل لما يحصل لراكبها من الخيلاء على ما مر شرحه.

والمخيلة: المظنة، ونحو: كان في مخيلتي كذا أي ظني. والمخيلة: السحابة الخليقة بالمطر كما تقدم. وتقدم في مادة خ ول أن الخيلاء من تلك المادة، وتقدم فيها أن في الحديث: "إنا لا نخول عليك" أي لا نتكبر. فيجوز أن يكون في هذه اللفظة لغتان، ولذلك ذكرنا ذلك في البابين.

والأخيل: الشقراق لكونه متلونًا، فيخال في كل وقتٍ أنه غير اللون الأول. ولهذا قيل: [من مجزوء الكامل].

<<  <  ج: ص:  >  >>