المتعدية إلى اثنين قبل ذلك إلى ثلاثةٍ وهو نهاية تعدي الفعل كقوله تعالى:} إذ يريكهم الله في منامك قليلاً {[الأنفال: ٤٣]. والمتعدية لواحدٍ يتعدى بها إلى اثنين. وقد يقلب رأى بتقديم لامه على عينه فيقال: راء، وأنشدوا:[من الطويل]
٥٤٨ - وكل خليلٍ راءني فهو قائل ... من آجلك: هذا هامة اليوم أو غد
وتحذف عينه في الاستفهام نحو: أريتك وأريتكم وهي قراءة الكسائي. وقد قسم بعضهم الرؤية إلى أقسامٍ فقال: وذلك أضرب بحسب قوى النفس؛ الأول: بالحاسة وما يجري مجراها كقوله تعالى:} وسيرى الله عملكم ورسوله {[التوبة: ٩٤] هذا مما يجري مجرى الرؤية بالحاسة، فإن الحاسة لا تصح على الله تعالى. والثاني: بالوهم والتخيل نحو: رأيت أن زيدًا منطلق. والثالث: بالتفكر نحو:} إني أرى ما لا ترون {[الأنفال: ٤٨]. والرابع: بالعقل نحو:} ما كذب الفؤاد ما رأى {[النجم: ١١]، وعلى ذلك حمل قوله:} ولقد رآه نزلًة أخرى {[النجم: ١٣].
قال: والرأي: اعتقاد النفس أحد النقيضين عن غلبة الظن، وعلى هذا قوله تعالى:} يرونهم مثليهم رأي العين {[آل عمران: ١٣] أي يظنونهم بحسب مقتضى مشاهدة العين مثليهم.
والروية والتروية: التفكر في الشيء، والإمالة بين خواطر النفس في تحصيل الرأي. وإذا عديت رأى بـ على دلت على التفكر المؤدي إلى الاعتبار كقوله تعالى:} ألم تر إلى ربك كيف مد الظل {[الفرقان: ٤٥]. قوله تعالى: {فلما تراءى الجمعان}