للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٥٩ - فيا رب مكروبٍ كررت وراءه ... وعانٍ فككت الغل عنه فقداني.

ولا يليق بمقام التمدح القليل، وأجيب بأنها لتقليل النظر فيفيد التمدح. ولها أحكامٍ كثيرة ولغات عديدة حققناها ولله الحمد في غير هذا. ولا تجر إلا الفكرة غالبًا، وتدخل معها ما مزيدًة فتفكها ولا تكفها، وتليها الأفعال فتخلصها للمضي، فأما قوله:} ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين {[الحجر: ٣] فكقوله:} ونادى أصحاب الجنة {[الأعراف: ٤٤] وقوله:} أتى أمر الله {[النحل: ١] لتحقق الخبر. وتؤنث بالتاء ساكنًة ومفتوحًة كما في ثم.

ر ب ح:

الربح: الزيادة على رأس المال. قوله تعالى:} فما ربحت تجارتهم {[البقرة: ١٦] من أبلغ المجاز حيث نسب الخسران إلى نفس البضاعة التي هي سبب في الربح والزيادة، ومن له أدنى ذوقٍ يفرق بين فصاحة وأبلغية "فما ربحت تجارتهم" وبين: فما ربحوا في تجارتهم، وهو ترشيح للمجاز الذي تقدم في قوله:} اشتروا الضلالة بالهدى {[البقرة: ١٦] ومثله في الإسناد المجازي} فإذا عزم الأمر {[محمد: ٢١]،} والنهار مبصرًا {[يونس: ٦٧]} الناقة مبصرًة {[الإسراء: ٥٩]، فجل رب العالمين المتكلم بهذا الكلام العظيم. ومن هذا قول الآخر: [من الوافر]

٥٦٠ - قروا أضيافهم ربحًا بيح.

بح: اسم للقداح التي يستقسمون بها. وعندي أن الربح هنا اسًم لما يحصل من الربح نحو النقص؛ والمعنى قروا أضيافهم ما حصلوا منه الحمد الذي هو أعظم الربح.

<<  <  ج: ص:  >  >>