قوله تعالى:} تراود فتاها {[يوسف: ٣٠] أي تطلب منه ما تطلب النساء وأصله من الرود: وهو الطلب برفقٍ؛ يقال: راد يرود فهو رائد، إذا طلب المرعى، وفي المثل:"الرائد لا يكذب أهله". وأرود به: أي رفق، إروادًا. وقوله تعالى:} أمهلهم رويدًا {[الطارق: ١٧] من ذلك وهو تصغير رود، ويكون رويدًا اسم فعل، فينصب ما بعده، كقولك: رويدًا رويدًا، أي أمهله. ويجمع الرائد على رادةٍ، وفي حديث وفد عبد القيس:"إنا قوم رادة" وعلى روادٍ أيضًا، وهو القياس، ومنه صفة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:"كانوا يدخلون عليه روادًا" صرب مثلاً لما كانوا عليه رضي الله عنهم من كونهم يلتمسون من علومه وخيره وقال النابغة الذبياني: [من الطويل]
٦٣٥ - لئن كنت قد بلغت عني رسالة ... لمبلغك الواشي أغش وأكذب
ولكنني كنت امرءًا لي جانب ... من الأرض فيه مستراد ومذهب
مستراد، مستفعل، من الرود، وفي الحديث:"إذا بال أحدكم، فليرتد لبوله" أي يطلب مكانًا لينًا. وقيل: وأصل الحرف من رادت الريح ترود رودانًا: إذا تحركت حركًة خفيفًة، وقال الراغب: الرود: التردد في طلب الشيء برفقٍ، وباعتبار الرفق قيل: رادت المرأة في طلب شيءٍ. وإلا رادة في الأصل قوة مركبة من شهوةٍ أو حاجةٍ وأمل، وجعلت اسما لنزوع النفس إلى الشيء مع الحكم فيه بأنه ينبغي أن يفعل أو لا يفعل. فإذا استعمل في الله تعالى فإنه يراد به المنتهى دون المبتدأ، فإنه يتعالى عن معنى النزوع؛ فإذا قيل: أراد الله كذا، فمعناه حكم الله أنه كذا أو ليس كذا. وقد تذكر الإرادة ويراد بها