قوله تعالى:} فراغ إلى أهله {[الذاريات: ٢٦] أي مال. يقال: راغ يروع. أي مال من حيث لا يعلم به، ومنه روغان الثعلب. وقريب منه قول الفراء: رجع إليهم في إخفاء منه ولا يقال ذلك إلا لمن يخفيه. وقيل: هو الميل على سبيل الاحتيال، ومنه راغ الثعلب روغانًا. وطريق رائع: غير مستقيمٍ، كأنه يروغ بسالكه، وراغ فلان إلى فلانٍ: مال إليه ليحتال عليه. قوله تعالى:} فراغ عليهم ضربًا باليمين {[الصافات: ٩٣] أي أحال، وحقيقته طلب بضربٍ من الروغان، ونبه بقوله:[على] معنى الاستعلاء.
ر وم:
قوله تعالى:} ألم، غلبت الروم {[الروم: ١ - ٢] جيل معروف، وهو اسم جنسٍ وتفرق بينه وبين صاحبه ياء النسبة نحو رومي في الواحد، وروم في الجمع؛ قال تعالى:} غلبت الروم في أدنى الأرض {[الروم: ٢ - ٣] وهذا خارج عن القياس، فإن الفارق بين الواحد والجمع في أسماء الأجناس إنما هو تاء التأنيث. وقال الراغب: الروم تارًة يقال للجيل المعروف، وتارًة لجمع رومي كالعجم. فجعله مشتركًا بين المعنيين.
والروم: الإشارة، ومنه: روم الحركة في الوقف. والروم: التطلع إلى الشيء وطلبه، ومنه: رام فلان كذا: أي طلبه، وله أقسام ذكرناها في "العقد النضيد من شرح القصيد في القراءات". والروم أيضًا شحمة الأذن، وقد فسر به الأزهري قول بعض التابعين لمن أوصاه في طهارته:"تتبع المغفلة والمنشلة والروم".
وأما رام يريم بمعنى برح فمادة أخرى. ومعنى آخر لم يرد في القرآن الكريم؛ يقال: ما رام يفعل كذا، أي ما برح. وفي الحديث:"لا ترم من منزلك غدًا أنت وبنوك".