وذلك أن السحر يؤثر في المسحور فيكون بمنزلة من أصيب سحره.
وقوله تعالى {بل نحن قومٌ مسحورون}[الحجر: ١٥] أي مصروفون عن معرفتنا بالسحر. وقيل: معناه: إن منه ما يصرف قلوب السامعين إلى قبول ما يسمعون وإن كان غير حقٌ. وقيل: يكتسب به من الإثم ما يكتسبه الساحر سحره. وعليه قوله «فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنما أقطعه قطعةً من النار» قوله {نجيناهم بسحر}[القمر: ٣٤]. السحر: أول النهار، وهو اختلاط الظلمة بضياء النهار، وأراد: سحرٌ من الأسحار، ولذلك صرفه. أما إذا أراد به من يومٍ بعينه فإنه يمنع من الصرف، نحو: أتيتك يوم الجمعة سحر. قالوا: وعليه منعه العدل وأشبه العلمية. وزعم صدر الأفاضل أنه مبني كأمس. ولنا فيه كلامٌ طويلٌ أتقناه في مواضع من تأليفنا.
والسحر: اختلاط ظلام آخر الليل بضياء أول النهار. ولقيته بأعلى السحرين، أي بغلسٍ. والمسحر: الخارج بالسحر. والسحور: المأكول وقت السحر. وبالضم: الفعل. ومثله التسحير. وفي الحديث:«تسحروا فإن السحور بركةٌ» الأحسن قراءته بالضم، أي في فعل ذلك.
س ح ق:
قوله تعالى:{فسحقًا}[الملك: ١١] أي بعدًا. يقال: أسحقه الله، أي بعده من رحمته. وقوله:{في مكان سحيق}[الحج: ٣١] أي بعيد العمق. ونخلةٌ سحوقٌ أي طويلةٌ، وذلك لبعد جناها على مجتنيها. وقيل: السحق: التفتيت. ومنه: سحقت الدواء فانسحق. والسحق أيضًا: البلاء، ومنه ثوبٌ سحقٌ أي بالٍ. وأسحق الثوب أي أخلق. وأسحق الضرع: ذهب لبنه، على التشبيه بالثوب البالي. وأسحقه الله أي جعله سحيقًا. وسحقه: جعله باليًا. ودمٌ منسحقٌ ومسحوقٌ على الاستعارة، كقولهم: