قوله تعالى:{وليقولوا قولًا سديدًا}[النساء: ٩] أي مستقيمًا من السداد، وهو ما يسد به من الخلل. وكل ما سددته من ثلمةٍ ونحوها فهو مسدودٌ، وما كان من المعاني والأقوال فهو مفتوحٌ وأنشد للعرجي:[من الوافر]
وقد جاء الكسر في موضع الفتح. ومنه الحديث:«حتى رضيت سدادًا من العيش» كذا رواه الهروي، ثم قال: وكل ما سددت به خللًا فهو سدادٌ، وبه سمي سداد الثغر، وسداد القارورة. ولم يذكر الفتح البتة في المعنيين المذكورين، بل ذكره وجعله بمعنى الوفق؛ قال: والوفق: المقدار، وجعل من ذلك حديث أبي بكر حيث سئل عليه الصلاة والسلام عن الإزار فقال:«سدد وقارب». قال: قال شمر: سدد، من السداد وهو الوفق الذي لا يعاب ويعبر بالسد عن الباب، وجمعها سدد؛ وفي الحديث:«لا تفتح لهم السدد» وقيل: هي الستور مرخاةً على الأبواب.
س د ر:
قوله تعالى:{في سدر مخضود}[الواقعة: ٢٨] السدر: ورق شجرة النبق، وهو عند العرب منتفعٌ به في الاستظلال والتفيؤ، وقليل الغناء عندهم بالنسبة إلى أكله. فمن ثم حسن أن يجاء به في قلة الغناء؛ وعلى ذلك قوله تعالى:{وشيءٍ من سدرٍ}[سبأ: ١٦] أو وصفه بأخس الصفات. والخَضْدُ والخَضَدُ قيل: نزع الشوك. وقيل: هو أن يبسق الغصن بالثمر من أوله إلى آخره. فالحاصل أنه على خلاف ما يعهدونه في الدنيا وقوله تعالى:{إذ يغشى السدرة ما يغشى}[النجم: ١٦] هي سدرة المنتهى. جاء في