وقوله تعالى:{فاتخذ سبيله في البحر سربًا}[الكهف: ٦١] يعني الحوت وكان مملوحًا. والمعنى أنه ذهب في سربه وطريقه الذي في الماء بعدما مات وملحوه. ومروره معجزةٌ لموسى عليه السلام وعلامة على طلبته. وفي حديث الاستنجاء:«حجران للصفحتين وحجرٌ للمسربة» هي المجرى؛ اتخذت بمجرى الماء عند سروبه. وقيل: أصل السرب الذهاب في انحدار. والسرب: المنحدر. وسرب الدمع: سال. وانسربت الحبة إلى جحرها. وقولهم في كناية الطلاق:«لا أنده سربك» أي لا أرد تلك الداهية في سربها؛ يروى بفتح السين وكسرها. وقالوا: ذعرت سربه إي إبله. وقيل: نساؤه. والسربة: القطعة من الخيل ما بين العشرة إلى العشرين.
والمسربة: ما تدلى من شعر الصدر. وقوله:{كسرابٍ بقيعةٍ}[النور: ٣٩]. السراب: ما لمع في المفازة كالماء، وذلك لانسرابه في مرأى العين. وكأن السراب لما لا حقيقة له كما قال تعالى:{لم يجده شيئًا}[النور: ٣٩] كما أن الشراب لما له حقيقةٌ وأنشدني بعضهم في التجانس والتضمين: [من الوافر]
٧١١ - ومن يرجو من الدنيا وفاءً ... كمن يرجو شرابًا من سراب
لها داعٍ ينادي كل يومٍ ... لدوا للموت وابنوا للخراب.
س ر ب ل:
قوله تعالى:{سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم}[النحل: ٨١] السرابيل: جمع سربال، وهو القميص من أي جنسٍ كان، ويطلق على الدرع. قال:{وسرابيل تقيكم بأسكم} والمعنى: تقي بعضكم من بأس بعضٍ. وقد يستعار في المعاني، كقولٍ لبيدٍ:[من البسيط]
٧١٢ - الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى لبست من الإسلام سربالا