والتكسر الذي في جبهته، وذلك لما فيها من الاستتار؛ الواحد سررٌ وسرٌ، وجمعه أسرارٌ، وجمع هذا الجمع أسارير. وعن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه، وقد وصفه -صلى الله عليه وسلم -: «وكأن ماء الذهب يجري في صفحة خده ورونق الجلال يطرد في أسرة جبينه» والسرية فعليةٌ: من السر، وهو الجماع. وقيل: فعيلة، من تسريت، وأصله تسررت: تفعلت، من السر. ثم أبدل أحد الأمثال حرف علةٍ، ليس هذا موضع تحريره. والسرار: اليوم الذي يستتر فيه القمر آخر الشهر. وفي الحديث:«هل صمت من سرار هذا الشهر شيئًا؟» أي من آخره. قال الهروي: وسرر الشهر مثله. قال يعقوب: سرار الشهر بالفتح والكسر. قال الفراء: الفتح أجود. والسرار: الخيار أيضًا. وفي حديث ظبيان بن كداد حين وفد عليه عليه الصلاة والسلام:«نحن من سرارة مذحج» وفي الحديث: «صوموا الشهر وسره» قيل: عنى مستهله. قال الأوزاعي: سره أوله، وفيه ثلاث لغات: سره وسرره وسراره. قلت: وتقدم أن في السرار لغتين، فتكون أربعة، إلا أن الأزهري أنكر السر بهذا المعنى، وقال: لا أعرف السر بهذا المعنى، إنما يقال: سرار الشهر وسراره وسرره وقيل: أراد بسره وسطه، وسر الشيء جوفه. ومنه: قناةٌ سراء: إذا كانت جوفاء. قال: وعلى هذا فالمراد الأيام البيض. ورأيت الهروي قال: أراد الأيام البيض، انتهى وفيه رد على من يرد على الفقهاء قولهم: وصوم الأيام البيض أي الليالي البيض لابيضاضها بالقمر من أولها إلى آخرها؛ فإنه دجلٌ كبيرٌ من أهل هذا الشأن. وتسمية الأيام البيض بالبيض من جهة المعنى ظاهرٌ، فالغائط من غلطهم.
س ر ط:
قوله تعالى:{اهدنا الصراط المستقيم}[الفاتحة: ٦] هو الطريق المسلوك، واستعير للدين والاعتقادات. والمراد به هنا دين الإسلام، لأنه دين المنعم عليهم وقال بعضهم: هو الطريق المستسهل. واشتقاقه من سرط الطعام واسترطه أي ابتلعه، فسمي