للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطريق سراطًا إما لأنهم تصوروا منه أن يبتلع سالكيه، أو أنهم يبتلعونه. ومنه سمي لقمًا وملتقمًا إما لأنه يلتقم سالكه، أو يلتقمه سالكه. ومن ثم قالوا: قتل أرضًا عالمها، وقتلت أرضٌ جاهلها. ونظر أبو تمام للمعنيين فقال: [من الطويل]

٧٢٠ - رعته الفيافي بعدما كان حقبةً ... رعاها وماء المزن ينهل ساكبه

ويجمع على سرط في الكثرة، وأسرطة في القلة، نحو: قذال وقذل وأقذلة، ويذكر ويؤنث كالسبيل. قيل: فعلى التأنيث يجمع على أسرطٍ، وعلى التذكير على أسرطةٍ.

وتبديل سينه صادًا لأجل الطاء، وإن فصلت، وزايًا لمقاربتها وبين الصاد والزاي وقد قرئ بجميع ذلك. ولم يرسم إلا بالصاد، وهو أول دليلٍ على أن القراء إنما كانوا يأخذون القرآن من أفواه مشائخهم لامن المصحف كما يزعم بعض من لا تحصيل عنده.

س ر ع:

قوله تعالى: {والله سريع الحساب} [البقرة: ٢٠٢]. السرعة في الأصل ضد البطء قال: [من البسيط]

٧٢١ - منا الأناة وبعض القوم يحسبنا ... إنا بطاءٌ وفي إبطائنا سرع

ويستعمل ذلك في الأجسام والأفعال. يقال: سرع فهو سريعٌ، وأسرع فهو مسرعٌ وسرعان القوم: أوائلهم؛ ومنه: وخرجت السرعان. فمعنى سرعة حسابه تعالى أنه لا يشغله حساب زيدٍ عن حساب عمروٍ مثلًا، وإذ لا يشغله شأنٌ عن شأنٍ، فهو أسرع

<<  <  ج: ص:  >  >>