الحاسبين وقيل: هو عبارةٌ عن وقوعه لا محالة. وقيل: عن قرب وقته تنبيهٌ على معنى قوله تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون}[يس: ٨٢]. ومثله قوله:{سريع الحساب} وقيل: «سرعان ذا إهالة» فسرعان: اسم فعلٍ بمعنى سرع كوشكان من وشك وبطآن، وذا إشارةٌ إلى شاةٍ، والإهالة: الشحم. وأصله أن رجلًا اشترى شاةً عجفاء، فأتى بها أمه ولعابها يسيل من شدقيها، فقال: هذا شحمها. فقالت: سرعان ذا إهالة. وإهالة نصب على التمييز. وفي الحديث:«أن أحد ابنيه بال عليه فرأى بوله أساريع» أي طرائق والأساريع أيضًا: دودٌ أبيض. قال امرؤ القيس:[من الطويل]
٧٢٢ - وتعطو برخصٍ غير شثنٍ كأنه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل
وفي حديث آخر:«فأخذ بهم بي سروعتين»، السروعة: الرابية من الرمل والزروحة كذلك. وقد يكون من غير الرمل أيضًا.
س ر ف:
قوله تعالى:{ولا تسرفوا}[الأنعام: ١٤١]. الإسراف: تجاوز الحد في سائر الأفعال، إلا أنه غلب في الإنفاق. ويقال باعتبارين: باعتبار القدر، وباعتبار الكيفية. ومنه قول سفيان:«ما أنفقت في غير طاعة الله فهو سرفٌ وإن كان قليلًا» وقال إياس بن معاوية: «الإسراف: ما قصر به عن حق الله تعالى» وهو ضد القصد. ويقال: فلانٌ مسرفٌ وفلانٌ مقتصدٌ. قوله تعالى:{يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم}[الزمر: ٥٣]، يتناول الإسراف في الإنفاق وفي سائر الأعمال قوله تعالى: {فلا يسرف في