للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القتل} [الإسراء: ٣٣]، نعى عما كانت الجاهلية تفعله من قتل غير القاتل، بأن لا يرضى إلا بقتل من هو أشرف منه أو بتقل عددٍ كثيرٍ مكان الواحد.

وقيل: سرفه فيه أن يعدل عن طريق القصاص بأن يستحق حز رقبته فيعدل إلى ما هو أشق. وقيل: هو نهيٌ عن المثلة، والكل جائزٌ. وقوله تعالى: {وأن المسرفين هم أصحاب النار} [غافر: ٤٣] أي المتجاوزين حدود الله من أوامره ونواهيه سواءٌ كان ذلك في الإنفاق أم في غيره. ووصف قوم لوطٍ بأنهم مسرفون. من حيث تجاوزوا موضع البذر موضعه المذكور في قوله تعال: {نساؤكم حرثٌ لكم} [البقرة: ٢٢٣]. قوله: «مررت بكم فسرفتكم» أي جهلتكم وذلك أنه تجاوز ما من حقه أن لا يتجاوزه، فلذلك فسر به. والسرفة: دويبةٌ تأكل الورق تصوروا منها الإسراف في ذلك. يقال: سرفت الشجرة فهي مسروفةٌ. وفي حديث عائشة: «إن للحم سرفًا كسرف الخمر» قال ابن الأعرابي: هو تجاوز ما حد لك. والسرف: الجهل. والسرف: الإغفال، ومنه: «فسرفتكم» أي أغفلتكم.

س ر ق:

قوله تعالى: {والسارق والسارقة} [المائدة: ٣٨]. السرقة: أخذ مال الغير خفيةً. وفي الشرع: أخذ مالٍ بقدرٍ مخصوصٍ من حرزٍ مخصوصٍ. قال ابن عرفة: السارق عند العرب من جاء مستترًا إلى حرزٍ فأخذ منه ما ليس له، فإن أخذا من ظاهر فهو مختلسٌ ومستلبٌ ومنتهبٌ ومحترسٌ. فإن بيع ما في يده فهو غاصبٌ قوله تعالى: {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} [يوسف: ٧٧]. قيل: إنه كان في أحد خزائنه صنمٌ يعبد من

<<  <  ج: ص:  >  >>