٧٢٨ - وإن شفائي عبرةٌ إن سفحتها ... وهل عند رسمٍ دارسٍ من معول؟
قوله تعالى:{غير مسافحين}[النساء: ٢٤]. السفاح: الزنا، لأنه صب المني في الرحم. وغلب في الزنا، ويقابله النكاح. يقال: سفحت الماء: صببته.
س ف ر:
قوله تعالى:{بين أسفارنا}[سبأ: ١٩]. الأسفار: جمع سفر. والسفر: الرحيل من مكان إلى مكان. وأصله الكشف. قيل: لأنه يسفر عن أخلاق الرجال، ويختص ذلك بالأعيان نحو: سفر العمامة والخمار عن الوجه. وسفر البيت: كنسه بالمسفر وهو المكنسة، لأنه أزال السفير عنه. والسفير: التراب المكنوس.
والأسفار: ظهور ضوء النهار. ومنه قوله تعالى:{والصبح إذا أسفر}[المدثر: ٣٤] وذاك لكشفه الظلمة. وقال الراغب: الإسفار يختص باللون، ومنه:{إذا أسفر} أشرق ضوءه. ومنه قوله تعالى:{وجوه يومئذٍ مسفرةٌ}[عبس: ٣٨] منه. وفي الحديث:«أسفروا بالصبح تؤجروا» أي تبينوه، وقيل: من قولهم: «أسفرت» أي دخلت فيه نحو: أصبحت. وسفر الرجل فهو سافرٌ. والجمع سفرٌ، نحو راكب! وركب. وسافر فاعل، بمعنى فعيل. وقيل على بابه اعتبارًا بأن الإنسان قد سفر عن المكان وأن المكان قد سفر عنه.
والسفر: الكتاب لأنه يسفر عن الحقائق، وجمعه أسفار كقوله تعالى:{يحمل أسفارًا}[الجمعة: ٥] وإنما أتى بالأسفار هنا تنبيهًا أن التوراة وإن كانت تحقق ما فيها فالجاهل لا يكاد يستيقنها كالحمار الحامل لها. قوله تعالى:{بأيدي سفرة}[عبس: ١٥] هم الملائكة الموصوفون بقوله تعالى: {كرامً كاتبين}[الانفطار: ١١]. وهم جمع سافرٍ نحو كتبةٍ في جمع كاتبٍ. والسفير يطلق باعتبارين: أحدهما بمعنى