للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسول فيكون فعيلًا بمعنى فاعل، بمعنى أنه يزيل ما بين القوم من الوحشة بينهم. والثاني بمعنى ما يكنس فيكون بمعنى مفعولٍ.

والسفارة: الرسالة. فالرسول والكتب والملائكة مشتركةٌ في كونها مسفرة عن القوم وما استبهم عليهم. وعن ابن عرفة أن الملائكة سموا سفرة لأنهم يسفرون بين الله تعالى وبين أنبيائه. وعن أبي بكر أنهم ينزلون بالوحي وبما فيه صلاح الخلق؛ اشتقاقًا من السفير، وهو الساعي بالصلح. وفي الحديث في قوم لوط: «وتتعبت أسفارهم بالحجارة». أسافر جمع سفر، وسفرٌ جمع سافر كما تقدم والسفار: الزمان. سفرت البعير وأسفرته. وفي الحديث: «هات السفار». والسفار أيضًا: الحديدية التي يخطم بها.

س ف ع:

قوله تعالى: {لنسفعًا بالناصية} [العلق: ١٥] أي لنأخذن.! والسفع: الأخذ بسفعة الرأس أي بسواد رأسه، وباعتبار السواد قيل للأثافي: سفع جمع سفعاء. وبه سفعة غضبٍ اعتبارًا بما يعلو وجه الشديد الغضب من اللون الدخاني. وقيل للصقر أسفع اعتبارًا بلونه. وقيل: السفع: الأخذ بشدة. والمعنى: لنجرن بناصيته جرًا عنيفًا. يقال: سفعت بالشيء أي قبضت عليه قبضًا شديدًا. قال الشاعر: [من الكامل]

٧٢٩ - قومٌ إذا سمعوا الصريخ رأيتهم ... ما بين ملجم مهره أو سافع

وقيل: معناه لسنودن وجهه. واكتفى بالناصية لأنها مقدم الوجه. وفي الحديث: «سفعاء الخدين». وقيل: معناه لنجعلن على ناصيته علامةً يعرف بها، من سفعت الشيء، أي علمته. وأنشد: [من الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>