والسكر: السد ومنه: سكر فلانٌ، لأنه سد عنه عقله ومنع منه. وقيل: السكر حالةٌ تعرض بين المرء وعقله. وأكثر ما يستعمله ذلك في الشراب المسكر. وقد يعتري من الغضب والعشق ونحوهما، وإلى ذلك نحا من قال:[من الكامل]
ومنه سمي سد الماء بالسكر، والسكر: حبس الماء. قال مجاهدٌ: يعني الآية: سدت ومنعت النظر. أبو عبيدة: دير بهم كالسماء دائرًا. ابن عرفة: حبست عن النظر. أبو عمر: مأخوذٌ من سكر الشراب كأن العين لحقها ما يلحق الشارب للمسكر. وحكى الفراء: أسكرت الريح أي احتبست. وسكرت الماء: حبسته عن جريه. وسكرت الريح والحر يسكران: سكنا.
قوله تعالى:{تتخذون منه سكرًا}[النحل: ٦٧]. السكر: خمر الأعاجم في قول ابن عرفة. وقال: إنها نزلت قبل تحريم الخمر. فالسكر فعلٌ بمعنى مفعول: اسمٌ لما يسكر به كالقبض والنقض. وروى أحمد بن حنبل:«حرمت الخمرة لعينها، والسكر من كل شراب» كذا رواه هو، والإثبات بفتحتين. أبو عبيدة: السكر: الطعام. قال الأزهري: أنكره أهل اللغة، لأن العرب لا تعرفه. ابن عباس: السكر: ما حرم من ثمره قبل أن يحرم من الأعناب والتمور.
وسكرات الموت: شدائده لما يلحق صاحبها من الغشي وغيبوبة العقل، وعليه:{وجاءت سكرة الموت بالحق}[ق: ١٩]. وقوله:{وترى الناس سكارى}[الحج: ٢] أي داهشين مختلطي العقول لشدة الهول. {وما هم بسكارى} السكر الذي يعرفونه. وهو ما يلحق السكران لشدة الطرب وتزايد السرور. وقرئ: