قوله تعالى:{لتسكنوا فيه}[يونس: ٦٧] أي تستريحون من التعب، لأن السكون ضد الحركة. والحركة: مظنة التعب لأن فيها انتقالاتٍ بالأعضاء وأعمالًا بالجوارح، والنهار ظرف ذلك. والليل ظرف الراحة بها والسكون؛ فإنه ثبوت الشيء بعد حركةٍ أو ثبوته من غير نظرٍ إلى حركة سابقةٍ، واستعمل في الاستيطان.
سكن فلان بلد كذا استطونها، وذلك المكان مسكنٌ -بفتح الكاف -وهو القياس، وبكسرها، وقد قرئ بهما قوله تعالى:{في مسكنهم آيةٌ جنتان}[سبأ: ١٥] فيقال: سكن البلد، وأسكنتك إياه. ومنه قوله تعالى:{ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة}[الأعراف: ١٩] أي اتخذاها سكنًا. والسكن: ما يسكن إليه. قال تعالى:{إن صلاتك سكنٌ لهم}[التوبة: ١٠٣]. وقوله تعالى:{فأسكناه في الأرض}[المؤمنون: ١٨]، ينبه على أنه الموجد له، والقادر على إفنائه، والسكنى: أن يجعل له المسكن بغير أجرةٍ. والسكن: سكين الدار، جمع ساكن نحو سفرٍ في سافرٍ. والسكان من ذلك أيضًا لأنه تسكن به حركة المذبوح.
قوله تعالى:{هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين}[الفتح: ٤]. قيل: هو ملك يسكن قلب المؤمن ويؤمنه. ومنه قول علي رضي الله عنه:«أن السكينة لتنطق على لسان عمر» قيل: هو العقل. وقوله تعالى: {أن يأتيكم التابوت فيه سكينةٌ» [البقرة: ٢٤٨] طمأنينة القلب. وقيل: زوال الرعب، وهو الأولى. وفي التفسير أقوالٌ