للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وألوت في الأمر: قصرت فيه، هو منه كأنه رأى فيه الانتهاء. وقوله:} للذين يؤلون من نسائهم {[البقرة: ٢٢٦] أي يحلفون. والألية: اليمين، وضمن معنى هذا الامتناع فتعدى بمن. يقال: آلى من أمر الله يولي إيلاء فهو مولٍ. قال الراغب: والألية: الحلف المقتضي لتقصيرٍ في الأمر الذي حلف عليه. والإيلاء في الشرع: الحلف المانع من جماع المرأة: قلت: ولابد من قيدٍ آخر، وهو مدة أربعة أشهرٍ فأكثر للنص.

قوله:} ولا يأتل أولو الفضل منكم {[النور: ٢٢] قيل: هو افتعل من ألوت، وقيل: من آليت: حلفت. وهذا قد نزل في شأن أبي بكرٍ، رضي الله تعالى عنه، حين حلف ليقطعن نفقته عن مسطحٍ. وقد غلط ابن عرفة أبا عبيدٍ في قوله:} ولا يأتل {: لا يقصر، قال: لأن الآية نزلت في حلف أبي بكرٍ، فالمعنى: لا تحلفوا، من الألية: قلت: وقد يترجح ما قاله أبو عبيدٍ من حيث الصناعة، وذلك بأن يأتل: يفتعل، وافتعل قليل من أفعل، وإنما يكثر من فعل، نحو: كسب واكتسب، وصنع واصطنع، واحده من ألوت موافقٌ للقياس، وإنزالها في حلف أبي بكر لا ينافيه، لأن المراد النهي عن التقصير. وفي الحديث: "لا دريت ولا ائتليت"، هو افتعلت من قولك: لا ألوته شيئًا، كأنه قيل: ولا أستطيعه. وحقيقته الإيلاء. ويروى: ولا تليت. قال الهروي: هو غلط، وصوابه: "لا دريت ولا ائتليت"، يدعو عليها بالائتلاء أي لا يكون لها أولاد تتلوها.

وفي الحديث: "لا صام ولا ألى" هو فعل من ألوت أي ولا استطاع أن يصوم.

وقيل: إخبار أي لم يصمم ولم يقصر. وفي الحديث: "من يتأل على الله يكذبه" أي

<<  <  ج: ص:  >  >>