والسلة هي السل، وقد تقدم. وتسلسل الشيء: اضطراب؛ كأنه تصور منه تسل مترددٌ، تردد لفظه تنبيهًا على تردد معناه. ومنه التسلسل عند أهل الكلام، وهو عدم الانقطاع. ومنه السلة أيضًا. وماءٌ سلسلٌ: مترددٌ في مقره. وقد ذكر الراغب قوله تعالى:{سلسبيلًا}[الإنسان: ١٨] في هذه المادة أي سهلًا لذيذًا سلسًا حديد الجرية. وقيل: هو اسم عين في الجنة. قال: وذكر بعضهم أنه مركب من: سل سبيلًا كالحوقلة والبسملة. وقيل: هو اسمٌ لكل عين سريعة الجرية. وأسلة اللسان: طرفه الرقيق.
س ل م:
قوله تعالى:{سلامٌ عليكم}[الأنعام: ٥٤] أي سلامةٌ واقعةٌ عليكم فلا تعذبون ولا تخافون كغيركم من أهل الشقاء. وقيل: معناه السلامة لكم ومعكم. وقيل: معناه الله عليكم، أي حفيظٌ عليكم أو على حفظكم. وقيل: معناه نحن سالمون لكم. وأصل السلام والسلامة: التعري من الآفات الظاهرة والباطنة. ومنه قوله تعالى:{بقلب سليمٍ}[الشعراء: ٨٩] أي متعر عن الدغل؛ فهذا في الباطن. وقوله تعالى:{مسلمة لا شية فيها}[البقرة: ٧١]. فهذا في الظاهر. ويقال: سلم يسلم سلامًا وسلامةً. وسلمه الله: أوقع به السلامة. قوله:{ادخلوها بسلامٍ}[الحجر: ٤٦] يجوز أن تكون التحية المشار إليها بقوله: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلامٌ عليكم}[الرعد ٢٣ - ٢٤]. وأن يريد الأمن من العذاب والسلامة من الآفات، والسلامة الحقيقية ليست إلا في الجنة لأن فيها بقاءً بلا فناءٍ. وغنى بلا فقر، وعزًا بلا ذل، وفرحًا بلا ترح، وسرورًا بلا غم، وصحة بلا سقم.
قوله تعالى:{رضوانه سبل السلام}[المائدة: ١٦] أي طرق الخير المؤدية إلى