السلامة. والمراد به الباري تعالى، أي طرق الله وهي دينه وشرائعه؛ كقوله تعالى:{في سبيل الله}[البقرة: ١٥٤]. ومن ورود السلام اسمًا لله تعالى قوله لبيد:[من الطويل]
٧٤٢ - إلى الحول ثم [اسم] السلام عليكما ... ومن يبك حولًا كاملًا فقد اعتذر
وإنما وصف تعالى نفسه بذلك لسلامته من الآفات والنقائص والعيوب التي تلحق الخلق. قوله تعالى:{سلامٌ قولًا من ربٍّ رحيمٍ}[يس: ٥٨] وقوله: {سلامٌ عليكم بما صبرتم}[الرعد: ٢٤] فهذا كله يكون بالقول من الملائكة ومن الناس، ومن الله تعالى بالفعل وهو إعطاؤه أهل الجنة السلامة من الآفات والمنغصات.
قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}[الفرقان: ٦٣] أي سدادًا من القول والمعنى: قالوا قولاً ذا سدادٍ؛ فهو مصدرٌ. وقيل: معناه: نطلب منكم السلامة، فنصبه بفعلٍ مضمرٍ. وقيل: معناه: قالوا قولًا ذا سلامةٍ؛ فهو مصدرٌ أيضًا. قوله تعال:{قالوا سلامًا قال سلامٌ}[هود: ٦٩] فهذا هو التحية. ثم يحتمل أن يكون هذا هو اللفظ بعينه هو القول والمحكي، أو أن يكون: قيل بمعناه، وحكي على المعنى لا على اللفظ، لأن لغته كانت عربيةً، وإنما رفع الخليل «سلامٌ» لأنه أبلغ من النصب لما قرره أهل العلم، كما بينته في غيره هذا. وكأنه امتثل قوله:{فحيوا بأحسن منها}[النساء: ٨٦]
قوله تعالى:{إلا قيلًا سلامًا سلامًا}[الواقعة: ٢٦]. قال الراغب: هذا لا يكون بالقول فقط، بل ذلك بالقول والفعل جميعًا. قوله تعالى:{فاصفح عنهم وقل سلامٌ}[الزخرف: ٨٩] هذا في الظاهر أنه يسلم عليهم. وفي الحقيقة سؤال السلامة فيهم. قوله تعالى {سلامٌ على نوحٍ في العالمين}[الصافات: ٧٩] تنبيهٌ منه تعالى أنه جعله وذريته بحيث يثني عليهم ويدعى لهم. قوله تعالى:{ادخلوا في السلم كافة}