وهو غلطٌ؛ إذ المعنى أنه بمنزلة ذلك، وأنه نصب عيني. قوله:{توفني مسلمًا}[يوسف: ١٠١] أي اجعلني ممن استسلم لرضاك. وقيل: معناه اجعلني سالمًا من أسر الشيطان، إشارةٌ إلى قوله تعالى:{ولأغوينهم أجمعين}[الحجر: ٣٩]. قوله:{يحكم بها النبيون الذين أسلموا}[المائدة: ٤٤] أي انقادوا والذين ليسوا من أولي العزم الذين يهتدون بأمر الله تعالى ويأتون بالشرائع؛ قال الراغب. قوله:{فهم مسلمون}[النمل: ٨١] أي منقادون للحقٌ مذعنون له.
والسلم: ما يتوصل به إلى الأمكنة العالية؛ سمي بذلك لأنه ترجى به السلامة. ثم جعل عبارةً عن كل ما يتوصل به إلى شيءٍ رفيعٍ كالنسب. والسلم: شجرٌ عظيمٌ؛ كأنهم اعتقدوا فيه أنه سليمٌ من الآفات، وأن لا يناله أحدٌ. والسلم أيضًا: حجارةٌ صلبةٌ، وكأنها سلمت، الواحدة سلمةٌ. قال الشاعر:[من المنسرح]
يريد: بالسهم وبالسلمة؛ فأبدل اللام ميمًا. قوله:{ربنا واجعلنا مسلمين لك}[البقرة: ١٢٨] أي منقادين مطيعين. قوله:{بقلب سليمٍ}[الشعراء: ٨٩] أي من الشرك. وقيل: سليمٌ: لديغٌ، كأنه إشارةٌ إلى التواضع لله تعالى. وقيل: معناه: أسيرًا من أسلم الرجل، أي ألقى السلم.
قوله:{فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين}[الذاريات: ٣٥ - ٣٦] استدل به بعضهم على تغاير الإيمان والإسلام وتباينهما في غير هذا. قوله:{وإن جنحوا للسلم}[الأنفال: ٦١] أي الصلح؛ قرئ بالفتح والكسر. قوله:{مسلمةٌ لا شية فيها}[البقرة: ٧١] أي هي سالمةٌ من كل عيبٍ. وقيل: من آثار العمل التي تعملها البقر كالحرث والنضح. قوله:{أو سلمًا في السماء}[الأنعام: ٣٥] أي مصعدًا ومرقى يصعد فيه. وفي الحديث:«على كل سلامى من أحدكم صدقةٌ». قال أبو عبيد هو في الأصل عظمٌ في البعير. قيل: معناه على كل