مركبٍ من الذهاب والابتغاء، فأجري مجرى الذهاب في قولهم: سامت الإبل فهي سائمةٌ. ومجرى الابتغاء في قولهم: سمت كذا.
قلت: وسوم السلعة من ذلك؛ لأن المشتري يسومها من بائعها ويطلبها منه. ويقال: صاحب السلعة أحق بالسموم أي بطلب ما يرضيه من الثمن. ويقال: سمت الإبل، وأسمتها، وسومتها. قال تعالى:{فيه تسيمون}[النحل: ١٠] أي يرسلون أنعامكم للرعي.
قوله تعالى:{والخيل المسمومة}[آل عمران: ١٤] قيل: هو من سومها أي أرسلها للرعي: وقيل: المعلمة، من سومته أي جعلت له سومة يعرف بها. والسومة: العلامة. وعن المجاهد: هي المطهمة. وينشد قول الشاعر:
٧٧١ - بني بكرٍ تساموا
لأنها بذلك صار لها سمي يعرف بها. قوله:{من الملائكة مسومين}[آل عمران: ١٢٥] قرئ بفتح الواو، أي أن الله تعالى سومهم، كما يروى أنهم كانوا بعمائم صفرٍ على خيلٍ بلقٍ. وبكسرها أنهم سوموا أنفسهم. ومعنى الإرسال هنا لا يظهر كل الظهور.
قوله:{سيماهم في وجوههم}[الفتح: ٢٩] أي علامتهم. يقال: سيمى وسيماء وسيمياء، والياء عن واوٍ. فهي كديمةٍ وقيمةٍ، من دام يدوم وقام يقوم. وفي الحديث:«نهى أن يساوم بسلعته قبل طلوع الشمس» قيل: نهى عن ذلك في هذا الوقت لأنه وقتٌ يذكر فيه لله تعالى. وقيل يجوز أن يكون من رعي الإبل لأنه إذا رعاها في ذلك الوقت، وهو وقت ندى أصابها الوباء، وربما قتلها، ذكرهما الزجاج، والسام: الموت. كذا فسره -صلى الله عليه وسلم -حين سئل عنه.